ضريبة السكر تضرب بقوة .. الإمارات تعلن حربا رسمية على المشروبات المحلاة

احتساب الضريبة الانتقائية

أعلنت دولة الإمارات عن تعديل طريقة احتساب الضريبة الانتقائية على المشروبات المحلاة، بحيث يتم ربطها مباشرة بنسبة السكر الموجودة في المنتج والقرار هذا ليس مجرد إجراء ضريبي جديد، بل هو رسالة واضحة: الصحة قبل الأرباح، والمجتمع أولى بالحماية من الأمراض المزمنة التي باتت تنتشر بصمت خلف عبوات المشروبات دغفمس بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .

لماذا المشروبات المحلاة بالذات؟

من يتأمل في سلوك المستهلك اليوم سيجد أن المشروبات المحلاة جزء أساسي من النمط الغذائي اليومي، سواء في المدارس أو أماكن العمل أو حتى في البيوت وهذه المشروبات رغم طعمها المستساغ تحوي كميات عالية من السكر المضاف، دون أي قيمة غذائية حقيقية، وهو ما يجعلها من أبرز أسباب السمنة ومرض السكري من النوع الثاني وتسوس الأسنان وأمراض القلب.

المشكلة أن المستهلك غالبًا لا يدرك الكمية الفعلية للسكر الموجودة في عبوة العصير أو المشروب الغازي فعبوة واحدة قد تحتوي على ما يعادل 10 ملاعق سكر، وربما أكثر، ما يعني أن شرب عبوتين فقط يوميًا قد يرفع استهلاك الفرد للسكر إلى مستويات تفوق الحد الصحي الموصى به بأضعاف.

اقرأ أيضا: زلزال إداري يهز الجاليات .. ترحيل 21 ألف مغترب وجميع الأجانب تحت المراقبة المشددة

ما هو التغيير الجديد؟

القرار الجديد لا يفرض ضريبة موحدة على كل المشروبات المحلاة كما كان في السابق، بل أصبح يربط الضريبة بنسبة السكر داخل كل منتج كلما زادت كمية السكر، زادت قيمة الضريبة وكلما قلت، خفت الضريبة بمعنى أوضح: من يُنتج مشروبًا يحتوي على 5 جرامات سكر فقط لكل 100 مل سيُعامل ضريبيًا بشكل مختلف عن من يُنتج مشروبًا يحتوي على 12 جرامًا في نفس الكمية.

هذه الآلية العادلة تفتح الباب أمام المصنعين لتعديل تركيباتهم وتقليل السكر، كي يتجنبوا العبء الضريبي ويستمروا في المنافسة.

اقرأ أيضا: أجواء غير متوقعة .. الأرصاد السعودية ترصد سحبا ممطرة قادمة نحو هذه المناطق خلال أيام

آثار القرار على السوق

 إعادة هيكلة المنتجات

نتوقع خلال الأشهر القادمة أن نشهد تغييرات ملحوظة في تركيبة المشروبات قد تبدأ الشركات تدريجيًا بتقليل السكر، أو استبداله بمحليات طبيعية أقل ضررًا، مثل الستيفيا أو الإريثريتول، لتفادي الضريبة المرتفعة وهذا التغيير لن يكون فقط في الإمارات، بل سينعكس على المنتجات نفسها الموزعة إقليميًا، مما يعني تحسنًا عامًا في صحة المستهلك الخليجي.

 تأثير على الأسعار

بطبيعة الحال فإن المشروبات ذات المحتوى العالي من السكر سترتفع أسعارها، ليس فقط بسبب الضريبة نفسها، بل لأن المصنعين سيُحمّلون المستهلكين هذه الكلفة لكن هذا شيء مقصود فالهدف أن يُعيد المستهلك التفكير قبل أن يختار مشروبًا عالي السكر، وربما يتجه لخيارات أقل ضررًا.

زيادة الوعي الصحي

القرار سيجعل المستهلك العادي أكثر وعيًا بما يشرب حين يرى أن سعر عبوة ما أغلى من غيرها بسبب نسبة السكر فيها، سيبدأ بالسؤال، وسيقرأ الملصق الغذائي، وربما يغير عاداته وهذا التغيير في سلوك الفرد هو المطلوب في النهاية، لأن الوقاية لا تأتي من القرارات الحكومية فقط، بل من وعي الفرد ذاته.

إنضم لقناتنا على تيليجرام