بينهم ملياردير عربي شهير.. الكويت تسحب الجنسية من 5 أشخاص (تفاصيل)

من هو الملياردير معن عبدالواحد الصانع
  • كتب بواسطة :

أعلنت دولة الكويت رسميًا عن سحب الجنسية من خمسة أشخاص، من بينهم رجل الأعمال المعروف معن عبدالواحد الصانع، وذلك بموجب مرسوم صادر عن الحكومة الكويتية استنادًا إلى نص المادة 11 من قانون الجنسية الكويتية . وجاء هذا القرار بعد اجتماع اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية برئاسة الشيخ فهد يوسف الصباح، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية، والتي أقرت سحب الجنسية من 1647 حالة بشكل مبدئي تمهيدًا لعرضها على مجلس الوزراء لاعتمادها النهائي فصصذع بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .

ويعد هذا القرار واحدًا من أكبر التحركات الحكومية في مجال مراجعة ملفات الجنسية خلال السنوات الأخيرة، ويأتي ضمن سياسة تهدف إلى تنقية سجلات الجنسية، والتأكد من استحقاق كل من يحمل الجنسية الكويتية لها وفقًا للأنظمة القانونية المعمول بها.

ما خلفية قرار سحب الجنسية؟

أوضحت الجهات المختصة أن سحب الجنسية جاء في إطار تطبيق القانون على الحالات التي يثبت أنها حصلت على الجنسية بطرق غير قانونية أو عبر التلاعب بالأوراق أو تقديم بيانات غير صحيحة. كما أكد مسؤولون أن هذه القرارات ليست موجهة لأشخاص بعينهم، بل تأتي ضمن منظومة تدقيق شاملة تهدف إلى حماية الهوية الوطنية والحفاظ على تركيبة المجتمع الكويتي.

وأكدت الحكومة أن جميع القرارات تخضع للمراجعة القانونية الدقيقة، وأن من يتم سحب الجنسية منه لا يمنع من تقديم تظلم أو الطعن أمام الجهات القضائية المختصة.

من هو الملياردير معن عبدالواحد الصانع؟

معن عبدالواحد الصانع يعتبر واحدًا من أبرز رجال الأعمال في منطقة الخليج خلال العقود الماضية. يحمل الصانع جنسية مزدوجة سعودية-كويتية، وهو مؤسس مجموعة سعد التي تضم شركات تعمل في عدة مجالات، أبرزها:

  • القطاع المصرفي
  • العقارات والاستثمار
  • الإنشاءات والبنى التحتية
  • الرعاية الصحية والمستشفيات الخاصة

برز اسم الصانع بشكل واسع في بداية الألفية الثانية، حيث حققت شركاته توسعًا ضخمًا داخل السعودية وخارجها، مما جعله واحدًا من أثرى رجال الأعمال في الشرق الأوسط.

معن الصانع ضمن قائمة فوربس لأغنى الشخصيات

في عام 2007، دخل اسم معن عبدالواحد الصانع ضمن قائمة مجلة فوربس لأغنى مائة شخص في العالم، وهو إنجاز يعكس حجم نشاطه المالي والاستثماري في تلك الفترة. كان يُنظر إليه كرمز للنجاح الاقتصادي والاستثماري، حتى أن الكثير من الشركات والمؤسسات المالية الكبرى كانت تعتمد عليه كشريك استثماري رئيسي.

بداية الأزمة المالية وانهيار مجموعة سعد

لكن مسيرة الصانع لم تستمر على نفس الوتيرة، إذ بدأت الخلافات تشتد بينه وبين مجموعة القصيبي، وهي إحدى أكبر المؤسسات التجارية في السعودية. وجهت مجموعة القصيبي اتهامات للصانع تتعلق بالاحتيال وإدارة معاملات مالية غير قانونية.

وبحلول عام 2009، انهارت مجموعة سعد بشكل شبه كامل بعد تراكم ديون تجاوزت قيمتها 22 مليار دولار، مما شكل واحدة من أكبر الأزمات المالية في تاريخ القطاع الخاص في المنطقة.

طرح ممتلكات الصانع في مزادات علنية

وبعد سنوات من الملاحقات والدعاوى القضائية، تم في 2018 البدء في بيع عدد كبير من العقارات والممتلكات التابعة لمعـن الصانع في عدة مدن سعودية، بهدف سد الديون المتراكمة عليه. وقد تم تكليف شركة مختصة لإدارة هذه المزادات تحت إشراف المحكمة المختصة.

وشملت الممتلكات المعروضة للبيع:

  • قصور فاخرة
  • أراضٍ بمساحات كبيرة
  • مباني تجارية واستثمارية
  • مشاريع قيد الإنشاء

لماذا تم سحب الجنسية من الصانع الآن؟

بحسب مصادر قانونية، جاء سحب الجنسية ضمن مراجعة شاملة للملفات، حيث رُبط القرار بالتدقيق الذي تجريه اللجنة المختصة في بيانات منح الجنسيات خلال العقود الماضية. وأشارت المصادر إلى أن قرارات سحب الجنسية لا تعتمد على الوضع المالي أو مكانة الشخص، بل على مدى صحة الشروط القانونية المتعلقة بمنح الجنسية.

ردود الفعل المحلية والإقليمية

أثار القرار حالة واسعة من الجدل في المجتمع الكويتي والخليجي، بين مؤيد يرى أن الدولة لها الحق في حماية جنسيتها من أي تجاوزات، وبين معارض يرى أن القرارات يجب أن تكون شفافة بدرجة أكبر وأن يعلن للرأي العام تفاصيل الأسباب الدقيقة.

في المقابل، التزمت الجهات الرسمية الصمت حول التفاصيل الدقيقة الخاصة بكل حالة، مؤكدة أن المسألة قانونية وليست سياسية أو شخصية.

ما هي المادة 11 من قانون الجنسية الكويتية؟

تنص المادة (11) من قانون الجنسية الكويتية على إمكانية سحب الجنسية من أي شخص حصل عليها بطرق غير مشروعة، أو إذا ثبت أنه قد قدّم معلومات غير صحيحة أو أخفى حقائق عند تقديم طلب الحصول على الجنسية. كما تجيز المادة سحب الجنسية إذا قام صاحبها بعمل يهدد أمن الكويت أو مصالحها العليا.

يمثل سحب الجنسية من معن عبدالواحد الصانع وخمسة آخرين جزءًا من تحرك حكومي واسع يستهدف تصحيح أوضاع الجنسية داخل الكويت وفقًا للقانون. ويعكس هذا القرار مدى حرص الدولة على حماية هويتها الوطنية ومصالحها الداخلية. أما الصانع، الذي كان يومًا من أثرى رجال الأعمال في العالم، فإن مسيرته شهدت تحولات كبيرة انتهت بانهيار مجموعته وبيع أصوله لتسديد الديون. وما تزال القضية تحظى باهتمام واسع نظرًا لتأثيراتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

إنضم لقناتنا على تيليجرام