حين نتأمل واقع أسعار الوقود في الكويت، نكتشف أننا أمام حالة اقتصادية فريدة يصعب تجاهلها . فبينما تتبدل أسعار البنزين حول العالم كل أسبوع تقريبًا، تُصر الكويت على الثبات. لا ارتفاع مفاجئ، ولا قفزات صادمة، ولا موجة تحرير أسعار تلاحق المواطنين كما يحدث في دول أخرى. سعر البنزين اليوم هو نفسه تقريبًا منذ سنوات، بقيمة 0.11 دينار كويتي للتر، أي ما يعادل 0.34 دولار أمريكي و0.29 يورو ذزبمب بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
عشر سنوات من الاستقرار
منذ نوفمبر 2015 وحتى أكتوبر 2025، بقي سعر البنزين في الكويت داخل نطاق ضيق جدًا، بين 0.07 دينار كويتي كأقل سعر في نوفمبر 2015، و0.11 دينار في أعلى نقطة خلال سبتمبر 2016، ليستقر بعدها عند هذا الرقم حتى اليوم، بلا حركة تُذكر، لا بالزيادة ولا بالنقصان.
وزارة العمل العمانية تصدر قرارات جديدة لحظر توظيف الوافدين في 30 مهنة وتنظيم سوق العمل
سلطنة عُمان تعلن الرسوم الجديدة لتجديد الاقامات للعاملين في السلطنة من هذه الجنسيات العربية
وفي عالم تتبدل فيه أسعار النفط العالمية كل ساعة، فإن المحافظة على هذا الرقم طوال عقد كامل تقريبا يعد موقفًا اقتصاديًا صارمًا ومدروسًا.
والأهم من ذلك أنّ سعر البنزين في الكويت يظل أدنى بكثير من متوسط السعر العالمي، والذي بلغ في الفترة نفسها حوالي 0.52 دينار كويتي للتر الواحد.
الفارق كبير، والفكرة واضحة: الكويت حريصة على بقاء تكلفة الوقود في متناول الجميع، مواطنين ومقيمين.
خبر سار للعُمانيين .. هذه الدولة تمنح العُمانيين دخولًا حرًا حتى نهاية 2026
لأول مرة منذ سنوات .. المتقاعدون في عمان يستقبلون 2026 بزيادة تاريخية!
ماذا يعني هذا الاستقرار للمواطن في الكويت؟
سعر البنزين ليس مجرد رقم في نشرة اقتصادية؛ هو جزء مباشر من حياة يومية. استقرار السعر يعني:
- قدرة المواطن على التخطيط لنفقاته دون خوف من زيادة مفاجئة.
- دعم واضح للطبقة المتوسطة وصغار الموظفين.
- تخفيف الأعباء على قطاع النقل والمواصلات.
- الحفاظ على أسعار الكثير من السلع والخدمات المرتبطة بتكلفة الوقود.
- شعور عام بالأمان الاقتصادي لدى المستهلك.
وحين تسافر لدولة أخرى وترى أسعار البنزين تتجاوز دولارين أحيانًا للتر الواحد، تدرك أن الوضع في الكويت استثنائي بكل المقاييس.
الحد الأدنى للرواتب في قطر 2025 بعد التحديث الأخير
أسعار مستقرة.. لكن ما خلف هذا الثبات؟
البعض قد يسأل: لماذا لا تزيد الكويت أسعار البنزين مثلما فعلت عدة دول خليجية خلال السنوات الماضية؟ الجواب باختصار يرتبط بعدة عوامل:
- قدرة الدولة على دعم الوقود بفضل إنتاجها النفطي الكبير.
- رؤية حكومية تقوم على تخفيف التكاليف عن السكان.
- عدم الحاجة لتعويض عجز مالي عبر رفع أسعار الطاقة.
- اعتبار الوقود جزءًا من الخدمات الأساسية المدعومة لدعم المعيشة.
الكويت تتعامل مع البنزين كحق أساسي للمواطن وليس سلعة تجارية قابلة للمضاربة.
تأثير الأسعار على الاقتصاد الداخلي
قد يرى البعض أن بقاء أسعار الوقود منخفضة قد يؤخر بعض الإصلاحات الاقتصادية، أو يدفع نحو زيادة الاستهلاك، لكن في المقابل هناك مكاسب لافتة:
- تشجيع حركة النقل الداخلي.
- انخفاض تكاليف الخدمات اللوجستية.
- دعم قطاع التجارة والتوزيع.
- توفير بيئة معيشية مستقرة جاذبة للمقيمين والاستثمارات.
