تشهد سلطنة عمان هذه الأيام موجة غير معتادة من الارتفاع في أسعار الذهب، حيث وصل سعر جرام الذهب عيار 24 إلى حوالي 52 ريالًا عمانيًا، في مستوى هو الأعلى منذ عدة أشهر . هذا الارتفاع المفاجئ أثار حالة من الجدل والاهتمام بين المواطنين والمستثمرين على حد سواء، خاصة مع استمرار حالة التذبذب العالمي في أسعار المعدن الأصفر، التي تأثرت بعوامل اقتصادية وجيوسياسية متشابكة مزهيظ بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
الذهب يواصل الصعود في السوق العماني
تُعد سلطنة عمان من الدول التي تتعامل مع الذهب ليس فقط كزينة أو هدية، بل كمخزن للقيمة ووسيلة استثمارية آمنة في أوقات التقلب الاقتصادي. لذلك، فإن أي تحرك في سعر الذهب ينعكس فورًا على السوق المحلي، سواء في المبيعات أو في حركة الطلب داخل محال الصاغة.
وزارة العمل العمانية تصدر قرارات جديدة لحظر توظيف الوافدين في 30 مهنة وتنظيم سوق العمل
سلطنة عُمان تعلن الرسوم الجديدة لتجديد الاقامات للعاملين في السلطنة من هذه الجنسيات العربية
الأسواق العمانية اليوم تشهد ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار جميع الأعيرة، وليس عيار 24 فقط، إذ تجاوز عيار 22 حاجز 47 ريالًا، فيما وصل عيار 21 إلى قرابة 45 ريالًا عمانيًا، أما عيار 18 فسجل نحو 38 ريالًا. ويُجمع تجار الذهب في السلطنة على أن الأسعار مرشحة لمزيد من الصعود خلال الأسابيع المقبلة إذا استمر الوضع العالمي الحالي على ما هو عليه.
اقرأ أيضا: الذهب يتحدى كل التوقعات .. عيار 24 يتجاوز حدود الخيال وجرام الذهب يسجل 424 ريال
الأسباب العالمية وراء القفزة
لفهم أسباب ارتفاع الذهب في سلطنة عمان، يجب النظر أولاً إلى ما يحدث في السوق العالمي. فخلال الأشهر الأخيرة، شهد العالم توترات سياسية واقتصادية عديدة، خصوصًا في مناطق مؤثرة على حركة الاقتصاد العالمي مثل الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا.
خبر سار للعُمانيين .. هذه الدولة تمنح العُمانيين دخولًا حرًا حتى نهاية 2026
لأول مرة منذ سنوات .. المتقاعدون في عمان يستقبلون 2026 بزيادة تاريخية!
كذلك، أدت سياسات البنوك المركزية العالمية إلى رفع أسعار الفائدة بشكل متكرر للسيطرة على التضخم، لكن paradoxically (بشكل معاكس)، أصبح الذهب أكثر جذبًا كملاذ آمن مع خوف المستثمرين من الركود المحتمل. إضافة إلى ذلك، ضعف أداء الدولار الأمريكي أمام العملات الرئيسية، مما جعل الذهب أكثر قيمة بالنسبة للمستثمرين غير الأمريكيين.
هذه العوامل مجتمعة انعكست على السوق العماني بشكل مباشر، إذ يتم تسعير الذهب في السلطنة اعتمادًا على الأسعار العالمية مضافًا إليها تكاليف النقل والتصنيع والضرائب المحلية.
اقرأ أيضا: وزارة التعليم تحسم القرار .. لا إلغاء للدراسة الحضورية للابتدائي في رمضان 1447
الحد الأدنى للرواتب في قطر 2025 بعد التحديث الأخير
قطر تمنح السعوديين الإقامة الدائمة بمميزات وشروط غير متوقعة!
التأثير المحلي على المواطنين والمستثمرين
الارتفاع الكبير في الأسعار تسبب في حالة من الترقب بين المواطنين، خاصة المقبلين على الزواج أو الراغبين في شراء الذهب كهدايا ومناسبات. كثير من محال الصاغة في مسقط وصحار ونزوى أشاروا إلى أن الطلب على المشغولات الذهبية الفاخرة انخفض قليلًا، في حين ازداد الطلب على السبائك الصغيرة والعملات الذهبية، وهي التي يفضلها المستثمرون الذين يتعاملون مع الذهب كوسيلة ادخار.
في المقابل، يرى بعض التجار أن الارتفاع الحالي قد يدفع المستهلكين إلى الشراء المبكر خشية استمرار الصعود، خاصة في ظل غياب مؤشرات على تراجع الأسعار في المدى القريب.
الذهب في سلطنة عمان .. استثمار آمن رغم الاضطرابات
يُعرف عن السوق العماني استقراره النسبي في تجارة الذهب مقارنة ببعض الأسواق الخليجية الأخرى، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، منها طبيعة السوق المحافظة، ووعي المستهلكين بأهمية الاحتفاظ بالذهب كضمان مالي طويل الأمد.
ففي الوقت الذي يفضل فيه البعض الاستثمار في الأسهم أو العقارات، يبقى الذهب الخيار الأكثر أمانًا في نظر كثير من العمانيين، خصوصًا في فترات الأزمات الاقتصادية أو الحروب أو تراجع العملات.
ويؤكد خبراء الاقتصاد أن الذهب في عمان لا يتأثر فقط بعوامل العرض والطلب المحلية، بل أيضًا بالتقلبات في أسعار النفط، باعتبار أن الاقتصاد العماني يعتمد جزئيًا على الإيرادات النفطية. فكلما ارتفع سعر النفط، تحسنت القدرة الشرائية، وزاد الإقبال على الذهب كمظهر من مظاهر الرفاه والاستثمار.
هل يستمر الارتفاع؟
السؤال الذي يشغل الجميع الآن هو: هل سيستمر هذا الارتفاع في أسعار الذهب داخل السلطنة؟ الإجابة تعتمد على عدة متغيرات عالمية ومحلية. فإذا استمر الدولار في التراجع، واستمرت التوترات الجيوسياسية، فمن المرجح أن يواصل الذهب صعوده وربما يكسر حاجز 55 ريالًا للجرام الواحد من عيار 24 خلال الأشهر المقبلة.
لكن في حال تراجعت التوترات وبدأت الأسواق العالمية في الاستقرار، فمن الممكن أن تشهد الأسعار هبوطًا طفيفًا. ومع ذلك، يؤكد خبراء الاقتصاد أن الذهب سيبقى في مستويات مرتفعة نسبيًا مقارنة بالسنوات السابقة، لأنه ببساطة يعكس واقعًا اقتصاديًا عالميًا متوترًا ومشحونًا بعدم اليقين.
إنضم لقناتنا على تيليجرام
