في ظل التغيرات المناخية المتسارعة التي يشهدها العالم خلال العقود الأخيرة، لم تعد الظواهر الجوية الاستثنائية حكرًا على مناطق بعينها، بل باتت تُسجَّل في مناطق كانت حتى وقت قريب تُصنَّف ضمن المناطق ذات الاستقرار المناخي النسبي . وها هي سلطنة عُمان، بتاريخ الجمعة 10 أكتوبر 2025، تستعد لاستقبال أخدود من منخفض جوي متعمق، من المتوقع أن يبدأ تأثيره المباشر على البلاد اعتبارًا من يوم السبت 11 أكتوبر، ويستمر لعدة أيام، وفقًا لما أعلنه المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة التابع لهيئة الطيران المدني جحوذد بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
ما هو الأخدود الجوي؟ ولماذا يشكل أهمية خاصة؟
الأخدود الجوي هو امتداد لمنخفض جوي في طبقات الجو العليا، ويتميز عادةً بانخفاض في الضغط الجوي مصحوب بتيارات هوائية باردة ورطبة. وتكمن خطورته في كونه لا يقتصر على هطول الأمطار فحسب، بل غالبًا ما يترافق مع اضطرابات جوية متعددة تشمل العواصف الرعدية، الرياح القوية، وتساقط البَرَد، ما يؤدي إلى تداعيات بيئية ومجتمعية قد تكون مؤثرة في الحياة اليومية والأنشطة الاقتصادية.
وزارة العمل العمانية تصدر قرارات جديدة لحظر توظيف الوافدين في 30 مهنة وتنظيم سوق العمل
سلطنة عُمان تعلن الرسوم الجديدة لتجديد الاقامات للعاملين في السلطنة من هذه الجنسيات العربية
وفي الحالة العُمانية الراهنة، أشار التقرير الرسمي إلى أن هذا الأخدود يحمل معه أمطارًا متفاوتة الغزارة، قد تكون رعدية في بعض الفترات، بالإضافة إلى رياح نشطة وتساقط محتمل لحبات البرد، لا سيما في المناطق الجبلية والمكشوفة.
المناطق الأكثر تأثرًا: الرقعة الجغرافية تتسع
بحسب النشرة الصادرة عن هيئة الطيران المدني، فإن تأثيرات الأخدود الجوي ستشمل مناطق واسعة من السلطنة، من أبرزها محافظات شمال وجنوب الباطنة، الظاهرة، الداخلية، والمناطق الجبلية المرتفعة، بالإضافة إلى محافظات جنوب وشمال الشرقية. هذا الاتساع في نطاق التأثير يشير إلى أن الحالة الجوية ليست عابرة أو محدودة، بل تشمل مناطق مأهولة بالسكان ومواقع حيوية، ما يستوجب أقصى درجات الحذر والاستعداد.
خبر سار للعُمانيين .. هذه الدولة تمنح العُمانيين دخولًا حرًا حتى نهاية 2026
لأول مرة منذ سنوات .. المتقاعدون في عمان يستقبلون 2026 بزيادة تاريخية!
من المتوقع كذلك أن تتشكل السحب الركامية الكثيفة خلال ساعات الظهيرة وتستمر حتى المساء، وهي من النوع الذي غالبًا ما يؤدي إلى هطول أمطار غزيرة خلال فترة زمنية قصيرة، ما يرفع من احتمالية جريان الأودية والشعاب، وهي من الظواهر الخطرة التي تستدعي يقظة مجتمعية وتفاعلًا سريعًا من الجهات المختصة.
البُعد البيئي: نعمة المطر وتحدي السيول
في بلد مثل عُمان، حيث تُعد الموارد المائية محدودة نسبيًا، تمثل الأمطار مصدرًا حيويًا لتجديد المياه الجوفية، وتغذية الأفلاج، وريّ الأراضي الزراعية، ما يجعلها نعمة لا يمكن الاستغناء عنها. غير أن غزارة الأمطار، إذا تجاوزت القدرة الاستيعابية للطبيعة أو البنية التحتية، قد تتحول إلى نقمة، لا سيما إذا نتج عنها جريان مفاجئ للأودية والشعاب، وما يصاحبه من خطر على الأرواح والممتلكات.
الحد الأدنى للرواتب في قطر 2025 بعد التحديث الأخير
قطر تمنح السعوديين الإقامة الدائمة بمميزات وشروط غير متوقعة!
التحدي الأكبر في هذه الحالات لا يكمن فقط في كمية المياه، بل في سرعة تدفقها، وطبيعة التضاريس التي تتعامل معها. فبعض المناطق الجبلية في عُمان، مع ما تمتاز به من انحدارات حادة، تسهم في تسريع جريان السيول وتحويلها إلى تيارات جارفة يصعب السيطرة عليها.
السلامة العامة: مسؤولية فردية وجماعية
مع كل حالة جوية استثنائية، تتجدد أهمية الوعي المجتمعي والتصرف السليم. فقد أكدت الهيئة مرارًا على ضرورة الالتزام بالتحذيرات الرسمية، ومتابعة تحديثات حالة الطقس من مصادرها الموثوقة، وتجنب المجازفة بعبور الأودية أثناء جريانها، أو التخييم في المناطق المنخفضة.
وهنا، لا بد من التأكيد أن السلامة مسؤولية مشتركة؛ تبدأ من الفرد ووعيه، وتمتد إلى مؤسسات الدولة وجهودها الوقائية، وتشمل كذلك وسائل الإعلام ودورها في توعية الناس وتوجيههم دون تهويل أو تقصير.
الجانب الإعلامي: دور محوري في إدارة الأزمات
من الملاحظ في السنوات الأخيرة أن الإعلام العُماني، بمختلف وسائطه التقليدية والرقمية، بات أكثر احترافية في التعامل مع الحالات الجوية، من حيث سرعة نقل الخبر، ودقة المعلومة، وتوجيه الجمهور نحو الإجراءات الصحيحة. ومع دخول وسائل التواصل الاجتماعي على الخط، أصبحت المسؤولية مضاعفة، نظرًا لما تحمله هذه المنصات من قدرة على التأثير الإيجابي أو السلبي، بحسب نوعية المحتوى المتداول.
وفي هذا السياق، يُعد تطبيق هيئة الطيران المدني وموقعها الإلكتروني من المصادر الموثوقة التي ينبغي الرجوع إليها باستمرار، خاصة خلال الأيام القادمة التي قد تشهد تغيرات مفاجئة في الطقس.
إنضم لقناتنا على تيليجرام
