أغلى من القصور .. جمل بـ200 مليون ريال يثير جنون المزادات في السعودية والخليج

عرنون

في عالم الإبل لا تقاس الأمور بالأرقام وحدها بل بالتاريخ والمكانة وما تحمله السلالة من رمزية ولكن أن يُباع جمل واحد بـ200 مليون ريال سعودي، أي ما يزيد عن 53 مليون دولار أمريكي، فهذه ليست مجرد صفقة، بل لحظة مفصلية قلبت موازين هذا العالم وأثارت ضجة غير مسبوقة، والاسم الذي تصدر المشهد هو عرنون جمل لم يأتِ من فراغ، بل جاء بتركيبة نادرة جعلت من جسده وثقته ووقاره عنوانًا لفخامة لا تقدر بثمن جابوض بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .

جمال يرى ولا يوصف

عرنون ليس مجرد جمل آخر يشارك في المزادات، بل هو استثناء حي، تفاصيل ملامحه لا تحتاج إلى خبير كي يدرك أنها خارجة عن المألوف. عيناه واسعتان لدرجة تُشبه عيون الخيل العربي الأصيل، يملؤهما الثبات، وكأن فيهما وعيًا داخليًا بجماله ومكانته. 

عنقه مستقيم طويل يعطيه حضورًا ملكيًا لا يخفى أما السنام فمتوازن تمامًا من حيث الارتفاع والموقع، وهو عنصر أساسي في تقييم الجمال لدى الإبل وبره ناعم، موحّد اللون، ويعكس لمعانًا طبيعيًا لا يُرى إلا في القمم حتى طريقة وقوفه، لا تخلو من الفخر والثقة، كأنّه يعلم مسبقًا أنه جوهرة المزاد.

اقرأ أيضا: رحلات طيران بأسعار خرافية .. أديل تطلق عروضا تبدأ من 129 ريال - دوليا وداخليا

لماذا هذا السعر؟

الرقم وحده كفيل بإثارة الجدل لكن عند التعمق في التفاصيل يصبح كل شيء أكثر منطقية وعرنون ينحدر من سلالة نادرة تعتبر من الأعلى قيمة في الخليج، ما يجعله هدفًا مباشرًا لمن يبحث عن الجودة والتميز والمزاد لم يكن تنافسًا على جمل، بل على مكانة وهيبة. 

امتلاك عرنون أشبه بالحصول على وسام لا يُمنح إلا للنخبة، والعائد المادي من ورائه لا يقل ضخامًة، فكل تزاوج منه قد ينتج نسلًا مطلوبًا بأسعار خيالية وهذا بالإضافة إلى البعد الرمزي، إذ أن مالكه الجديد لا يقتني فقط جملًا، بل قطعة من التراث ومصدر فخرٍ اجتماعي.

اقرأ أيضا: زلزال وظيفي يضرب الوافدين .. السعودية تبدأ سحب هذه المهن وطرد الآلاف فورا

صدمة الناس وردود الفعل

انتشار خبر الصفقة كان كفيلًا بإشعال نقاشات على منصات التواصل بين من انبهروا بالجمال ومن اندهشوا من الرقم والبعض رأى أن ما حدث تجاوز حدود المنطق، بينما اعتبره آخرون استثمارًا في التراث وموروثًا يستحق الحماية. 

عرنون لم يعد جملًا فقط بل أصبح رمزًا ثقافيًا، وبدأ كثيرون يطالبون بالاعتراف به رسميًا كموروث وطني حي، وقد يكون هذا الطرح منطقيًا إذا أخذنا في الحسبان أن الحفاظ على الرموز الحية جزء من حفظ الهوية.

إنضم لقناتنا على تيليجرام